تابع مشروع المعرفة على تليجرام
تعليم

مستقبل تخصص علوم الغذاء والتغذية

تخصص علوم الغذاء والتغذية يشكل ميدانًا حيويًا وضروريًا في عالمنا المعاصر، حيث يلتقي فيه العلم والصحة لتكوين جسر متين يربط بين أسرار الغذاء وتأثيرها على الجسم البشري. يعكس هذا التخصص الاهتمام المتزايد بأهمية الغذاء وتأثيراته الفعّالة على صحة الفرد والمجتمع.

في ظل التحولات الحديثة في أسلوب الحياة والتغيرات البيئية، أصبحت معرفة التغذية وفهمها أكثر أهمية من أي وقت مضى. يسعى أخصائيو علوم الغذاء والتغذية إلى فهم العلاقة العميقة بين الغذاء والصحة، وكيف يمكن للاختيارات الغذائية السليمة أن تلعب دورًا حيويًا في الوقاية من الأمراض وتعزيز العافية.

يشمل هذا التخصص دراسة مكونات الطعام وتأثيرها على الجسم، فضلاً عن استكشاف كيفية تصميم أنظمة غذائية متوازنة لتلبية احتياجات الفرد. كما يتعامل متخصصو التغذية مع التحديات الغذائية المعاصرة، مثل التغذية الرياضية ومشاكل السمنة والأمراض ذات الصلة بالتغذية.

مقالنا سيأخذنا في رحلة استكشافية عبر هذا التخصص المهم، حيث سنلقي نظرة عن كثب على مكوناته وفوائده، ونتناول قضاياه وتحدياته في ظل التطورات الحديثة، لنكشف عن الدور المحوري الذي يلعبه أخصائيو علوم الغذاء والتغذية في بناء مستقبل صحي ومستدام.

مستقبل تخصص علوم الغذاء والتغذية

أصبح تخصص علوم الغذاء والتغذية أحد أبرز التخصصات التي يدرسها الطلاب في الوقت الحالي، ويتبع هذا التخصص إما في كلية الزراعة أو كلية العلوم الصحية. يُخصص تخصص علوم الغذاء والتغذية لدراسة الغذاء وتأثيره على مختلف خلايا وأنسجة الجسم من حيث الأداء والوظائف.

يمكن لخريجي هذا التخصص العمل في مجموعة متنوعة من الوظائف، منها:

  1. العمل في المجال الطبي: يمكن لأخصائي التغذية فتح عيادة خاصة لتقديم النصائح للمرضى حول الأنظمة الغذائية المناسبة وعلاج الأمراض المتعلقة بالتغذية.
  2. العمل في إدارة الجودة والبحث والتطوير في المصانع الغذائية.
  3. العمل في الشركات الغذائية أو المطاعم: حيث تتمثل مهام أخصائي التغذية في ضمان سلامة الأطعمة ومطابقتها لمعايير الجودة والسلامة الدولية.
  4. العمل في المدارس والجامعات: حيث يشرف أخصائي التغذية على الوجبات المقدمة للطلبة ويتأكد من سلامتها ويقوم بتوعيتهم بالأطعمة الصحية.
  5. العمل في مجال التسويق والعلاقات العامة في شركات الأدوية والمكملات الغذائية.
  6. العمل في مختلف الجهات مثل مؤسسات إنتاج الأغذية، المستشفيات، الفنادق، شركات الطيران، ومؤسسات وضع الأنظمة الغذائية الجماعية.
  7. العمل في الجامعات ومنشآت البحث العلمي بعد الحصول على دراسات عليا.

راتب تخصص علوم الغذاء والتغذية

فيما يتعلق بمتوسط رواتب وأجور تخصص التغذية بعد التخرج، يتراوح هذا المتوسط بين 58 ألف دولار و74,060 دولار سنوياً.

تتغير رواتب وأجور خريجي هذا التخصص بناءً على عدة عوامل، من بينها عدد سنوات الخبرة التي تم اكتسابها خلال العمل.

متطلبات الالتحاق بتخصص علوم الغذاء والتغذية

تتطلب الالتحاق بتخصص علوم الغذاء والتغذية مجموعة من المؤهلات العلمية الأساسية:

  1. يشترط أن يكون الطالب قد تخرج من القسم العلمي أو الصحي أو الطبي أو الزراعي في المرحلة الثانوية.
  2. يجب على الطالب أن يمتلك حصيلة معلوماتية جيدة، خاصة في مواد الكيمياء والأحياء.

السمات الشخصية المرغوب توافرها في طلبة تخصص علوم الغذاء والتغذية تتضمن:

  1. القدرة على الاستدلال والاستنتاج: يُشدد على أهمية أن يكون الطالب قادرًا على استخدام المنطق واستنتاج المعلومات.
  2. القدرة على البحث والمتابعة: يجب أن يكون الطالب قادرًا على إجراء أبحاث ومتابعة التطورات في مجال علوم الغذاء.
  3. الملمة بقضايا التغذية: يفضل أن يكون الطالب ملمًا بالقضايا والاتجاهات الحالية في مجال التغذية.
  4. الاستعداد للدراسة العلمية أو الطبية: يُشدد على أهمية استعداد الطالب للتحصيل العلمي والمجال الطبي الذي يتطلب التفرغ والجدية.
  5. المهارات التحليلية: يجب أن يكون الطالب قادرًا على تحليل المعلومات وفحص البيانات بشكل فعّال.
  6. القدرة على التأثير والإقناع: يعتبر القدرة على التأثير إيجابيًا، حيث يمكن للطالب أن يلعب دورًا فعّالًا في التوعية حول قضايا التغذية ويؤثر إيجابيًا على الآخرين.

بكالوريوس علوم الغذاء والتغذية

ينقسم قسم علوم الغذاء والتغذية إلى فرعين رئيسيين:

علم التغذية العلاجية: يُعتبر هذا التخصص فرعًا متخصصًا يتبع لكلية الطب، حيث تستمر فترة الدراسة فيه لمدة أربع سنوات. بعد التخرج، يكون لدى الأخصائي في هذا المجال القدرة على وصف الأدوية أو الأطعمة الصحية اللازمة لعلاج أمراض محددة، وهذا ما يُعرف بالتغذية العلاجية.

علم التغذية: يعتبر هذا القسم فرعًا يتبع إما كلية العلوم الصحية أو كلية الزراعة، وذلك وفقًا لهيكل الدراسة في كل جامعة. بعد التخرج، يكون لدى الأخصائي في هذا المجال مهمة تقييم الأغذية والأدوية دون القدرة على وصف التغذية العلاجية أو الأدوية.

فيما يتعلق بمواد تخصص التغذية، تختلف التسميات وتتغير نسب طفيفة في المحتوى الدراسي بين الجامعات. على مدار سنوات دراستهم في هذا التخصص، يدرس الطلاب مجموعة من المواد الدراسية الأساسية، وتشمل:

  1. كيمياء الأغذية.
  2. تحضير الأطعمة.
  3. مبادئ تغذية الإنسان.
  4. الأحياء الدقيقة للتغذية.
  5. الغذاء والتغذية.
  6. المواد المضافة للأغذية.
  7. التقييم الحسي للأغذية.
  8. الإرشاد الغذائي والعادات الغذائية.
  9. تحليل الأغذية.
  10. الفيزيولوجيا.
  11. تغذية الإنسان والأيض.
  12. ضبط جودة الأغذية.
  13. تغذية الرياضيين.
  14. تغذية المجتمع.
  15. تغذية في مراحل الحياة.
  16. الأحياء الدقيقة العامة.
  17. مقدمة في الحميات الغذائية.
  18. علم وتكنولوجيا اللحوم.
  19. تعبئة وتغليف الأغذية.
  20. مبادئ هندسة الأغذية.
  21. إدارة المؤسسات الغذائية.
  22. تغذية وأمراض العصر.
  23. صحة وسلامة الأغذية.
  24. ضبط جودة الأغذية.

تخصص تغذية علاجية

كما ذُكر سابقًا، يعتبر تخصص التغذية العلاجية جزءًا من تخصصات كلية الطب.

يتناول الطلاب في هذا التخصص الآليات المستخدمة في علاج الأمراض الطبية وما يرتبط بها من أعراض، والأنظمة الغذائية اللازم اتباعها للمحافظة على صحة الإنسان. تركز اهتمامات تخصص التغذية العلاجية على فهم علاقة الإنسان مع الطعام، من خلال دراسة محتويات الأغذية وتأثيرها على الجسم، واحتياجات الجسم من هذه العناصر. تتضمن مهام أخصائي التغذية العلاجية معرفة تفصيلية بتاريخ كل حالة من النواحي الطبية والنفسية والاجتماعية، ومراجعة تاريخ النظام الغذائي والفحوص الطبية الضرورية لكل حالة. يقوم أخصائي التغذية العلاجية بوضع خطة غذائية شاملة تتناسب مع احتياجات كل مريض، مع متابعة دقيقة لهذا النظام وفحص حساسيات الأطعمة، وتنفيذ مهام أخرى ذات صلة.

عدد سنوات دراسة تخصص التغذية

تستغرق دراسة تخصص التغذية مدة 4 سنوات.

عند اكتمال فترة الدراسة، ينخرط الطلاب في التدريب الميداني الإجباري، وهو شرط أساسي للتخرج. يقوم الطلاب بالانخراط في فترة التدريب الميداني في مؤسسات غذائية متنوعة، بما في ذلك المستشفيات ومختبرات الجامعة.

تكمن أهمية الفترة التدريبية التي تلي الدراسة في دورها في مساعدة الطلاب على التأقلم في سوق العمل، حيث توفر لهم الفرصة لتطبيق المفاهيم والمهارات التي اكتسبوها خلال سنوات دراستهم.

مميزات دراسة تخصص التغذية

كما تم التطرق سابقًا، يعد تخصص علوم الغذاء والتغذية في الوقت الحالي من بين أهم التخصصات المطروحة للدراسة والعمل، ويعود ذلك لعدة أسباب:

  1. زيادة الوعي المجتمعي: خلال السنوات الأخيرة، زادت الوعي بأهمية التغذية الصحية والتغذية العلاجية في المجتمع.
  2. ارتفاع معدلات السمنة: شهد العالم زيادة في معدلات الإصابة بمرض السمنة، مما أدى إلى التركيز على التوعية بأهمية اتباع نمط غذائي صحي يحتوي على سعرات حرارية مناسبة لتجنب مشاكل السمنة.
  3. تحسين الصحة والوقاية من الأمراض: يعمل هذا التخصص على تحديد نوعية الطعام التي يحتاجها الجسم لتعزيز الصحة وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض الناتجة عن عادات غذائية غير صحيحة، مثل ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب والسكري.
  4. تخصيص برامج غذائية: يمكن لأخصائي التغذية وضع برامج غذائية مخصصة لمرضى السكري، بما في ذلك الأطفال.
  5. التبعية لنقابة الزراعة: في بعض الحالات، يكون تخصص علوم الغذاء والتغذية مترابطًا بنقابة الزراعة.
  6. تنوع المهارات: تعتمد دراسة هذا التخصص على مهارات الفهم والحفظ، مما يجعلها متنوعة وشاملة.

سلبيات دراسة تخصص التغذية

على الرغم من العديد من المميزات التي يتضمنها تخصص علوم الغذاء والتغذية، إلا أنه يتسم بعدة سلبيات تُلاحظ فيما يلي:

  1. الوقت الطويل للنتائج: تعتبر إحدى التحديات الرئيسية هو الوقت الطويل الذي يحتاجه أخصائي التغذية لرؤية النتائج الإيجابية على المرضى أو المراجعين. يتطلب ذلك جهدًا إضافيًا حيث يحتاج الأخصائي إلى إعادة دراسة الحالة من جديد.
  2. الاعتقاد السائد: هناك اعتقاد منتشر بأن تخصص علوم الغذاء والتغذية مناسب للإناث فقط، وهو افتراض غير صحيح يمكن أن يؤثر على اختيار الرجال لهذا التخصص.
  3. الوقت الطويل في العمل: يتطلب العمل كأخصائي تغذية قضاء ساعات طويلة في مكان العمل، مما قد يكون مجهدًا لبعض الأفراد.
  4. رأس المال للعيادة الخاصة: في حالة عدم رغبة الخريج في العمل لدى جهة معينة ويرغب في فتح عيادة خاصة، يحتاج إلى رأس مال، وهو ما قد لا يكون متاحًا للكثير من الخريجين.

أسئلة شائعة

من اي كلية يتخرج اخصائي التغذية؟

يتخرج أخصائي التغذية من كلية الطب أو كلية الزراعة أو كلية العلوم الصحية.

هل يجوز لاخصائي تغذية فتح عيادة؟

نعم، يمكن لأخصائي التغذية فتح عيادة، يقدم من خلالها الأنظمة الغذائية المناسبة للمرضى، ويصف طرق العلاج من الأمراض المتعلقة بأساليب التغذية.

كانت هذه ابرز المعلومات حول موضوع مستقبل تخصص علوم الغذاء والتغذية مقدمة لحضراتكم من موقع مشروع المعرفة.

تابع مشروع المعرفة على تليجرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *