تابع مشروع المعرفة على تليجرام
تعليم

من المدن التي أنشأها الأمويون

من المدن التي أنشأها الأمويون

اهتم المسلمون في الفترة التي ساد بها الحكم الأموي ببناء مدن عريقة يحكي عنها التاريخ، ولم تكن في الدولة الأموية فقط بل سادت في الحكم الإسلامي بأكمله بدايةً من عصر الدولة الأموية حتى عصر الدولة العثمانية والتي شهدت تطورًا كبيرًا في الناحية العمرانية في الحكم الإسلامي، حيث إنهم قاموا ببناء عدد كبير من المدن الكبيرة والصغيرة والتي كانت تتميز بالبناء العمراني المختلف، ومن هذه المدن اتخذوها المسلمين مقراً للخلافة خاص بهم ومن أشهر المدن  مدينة الفسطاط في مصر والتي بناها عمرو بن عاص على عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وأيضًا تم بناء مدينة البصرة والكوفة في العراق على عهد الخلفاء الراشدين، ومنن بعد بناء تلك المدن أصبحت مركز للخلافة ومن ثم قاموا ببناء العديد من المدن التي تميزت في تلك العصر، ومن أشهر هذه المدن التي أقامها الأمويون في عصرهم ما يلي:

مدينة القيروان في بلاد المغرب

  • تأسست مدينة القيراون في عام 55 هجرياً على يد  عقبة بن نافع الفهري، وذلك من بعد أن تولى الإمارة على بلاد المغرب، وكان الخليفة معاوية بن أبي سفيان هو من قام باختياره ليصبح والياً على بلاد المغرب.
  • قام عقبة بن نافع بجعل مدينة القيروان قاعدة عامة للجنود المسلمين في بلاد المغرب، وذلك حتى يصبح الجنود قريبين من البلاد المجاورة ويستطيعون نشر الإسلام في المدن المجاورة.
  • وكان من الأفضل أن تصبح القيروان قاعدة لهم حتى لا يعود الجنود إلى من بلاد المشرق إلى بلاد المغرب مرة أخرى لاستكمال الفتوحات.
  • وبذلك أصبحت القيراون أول مقر للمسلمين والدولة الأموية، كما أنها تعتبر من أهم المدن التي أقامها المسلمون.
  • وقع الاختيار على القيروان من قبل عقبة بن نافع  حتى يكون بعيدًا عن البحر وذلك خوفًا من تنفيذ أي هجمات معادية ضد المسلمين وخاصة من البيزنطين لأنهم كانوا يتواجدون بالقرب من المغرب وعلى أهبة الاستعداد لدخولها.
  • فضل عقبة اختيار مقر للمسلمين على أطراف البلاد وليست في داخلها حتى يأمن مكر البربر، بالإضافة إلى أنها قام باختيار مكان مجاور لأرض خصبة حتى تكون المصادر الغذائية.
  • وقد كتب عن مدينة القيراون أنها كانت عبارة عن وادي مليء بالأشجار، وكان ملجأ للعديد من الحيوانات المفترسة والمتوحشة مثل الوحوش والسباع.
  • قد ذكر أحد الباحثين عن مدينة القيروان قائلاً: “أن عقبة قبل أن يبدأ البناء رأى أن ينظف المكان مما فيه من الحشائش والأشواك فأطلق فيه النار هذا من ناحية، ومن ناحيةٍ أخرى فإن الحيوانات المفترسة والحشرات التي كانت تملأ المكان ما أن أحسَّت بلهيب النار حتى فزعت هاربة من الموضع”.
  • من بعد الانتهاء من بناء مدينة قيروان في عام 55 هجرياً لأصبحت مدينة حضارية هامة بالنسبة للمسلمين، ومن بعد اكتمال بنائها أصبحت تنافس في مكانتها وموقعها مدينة البصرة والكوفة والفسطاط أكبر مدن المسلمين منذ عهد الخلفاء الراشدين.
  • قام  ابن الأثير بوصف مدينة القيروان قائلاً: “ودخل كثير من البربر في الإسلام، واتسعت خطة المسلمين، وقوي جنان من هناك من الجنود بمدينة القيروان، وأمنوا واطمأنوا على المقام فثبت الإسلام فيها”.
  • وتفسير ما قاله ابن الأثير، أن المدينة قد تطرقت وتوسعت بشكل كبير وامتدت أطرافها، وأعطاها الولاة الأمويين العديد من الاهتمام، من خلال زيادة معالمها وآثارها وجعلها مركز للمسلمين.
  • من أهم الولاة الذين اهتموا بمدينة القيروان كثيراً هو  حسان بن النعمان، حيث إنه قام بتجديد بناء الجامع، وقام بإنشاء ديوان الجند بالإضافة إلى أنه اهتم بشؤون الديون وأضاف إليه وديوان الخراج وديوان الرسائل حتى يعمل على تيسير أعمال الحكومة.
  • بعد عقبة ابن نافع تولى أمر البلاد الوالي موسى بن النصير وأحدث العديد من التطورات، حيث إنه قام بإنشاء دار لسك النقود، وبنى الموسرون إلى جانبها المساجد الصغيرة والكتاتيب، ومن بعد كل هذه التطورات التي أنشأت في المدينة أصبحت مدينة القيروان من أهم المدن الإسلامية والتي أطلق عليها أم القرى المغربية والعاصمة الإفريقية للدولة الإسلامية.

مدينة واسط في العراق

  • في كتب التاريخ يُقال أن العراق انقسمت إلى شقين من الولاة وهما البصرة والكوفة وكان لكل منهم والى خاص بها وكان تلك الآمر في عهد الخلفاء الراشدين، ولكن اختلف الأمر في عهد  الخليفة الأموي معاوية ابن أبي سفيان، حيث إنه قام بتعيين ابنه زيد على الإمارتين وكان زيد متنقل بين الإمارتين الكوفة والبصرة، ولكن لم يستمر الأمر طويلاً.
  • جاء عهد ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي والذي كان يسير على نفس خطى زيد ولكنه أقام مدينة وسط الإمارتين وأطلق عليها اسم واسط المصرين، وكان ذلك الأمر في عام 83 هجرياً، وقال الحجاج بن يوسف: “أَتَّخِذ مدينة بين المِصْرَين أكون بالقرب منهما، أخاف إن حدث في إحدى المصْرَين حدث وأنا في المِصْر الآخر”.
  • عرفت في البداية باسم واسط القصب، حيث كانت تقع على ضفتي نهر دجلة ويربط بينها جسر عائم على السفن.
  • قام الحجاج بإرسال مكتوب إلى  عبد الملك بن مروان حتى يستأذنه أن يقوم ببناء تلك الدينة بين الكوفة والبصرة، ووافقه الخليفة على تلك الأمر قام الحجاج بشراء الأرض من صاحبها بمبلغ 10 درهم.
  • قام الحجاج بوضع حجر البداية في المدينة في عام 83 هجرياً، وقد كان  المسجد الجامع وقصر الإمارة والذي عرف بقصر الخضراء بسبب قبته الخضراء الكبيرة هم أول الأشياء التي قام ببنائها، بالإضافة إلى أنه قام ببناء  سوق كبير بالقرب من قصر الخضراء ومن ثم نقل كل المؤسسات الحكومية إلى المدينة حتى تصبح مقر له.
  • كانت المدينة محصنة للغاية من الداخل ومن الخارج، حيث إنه أحاط المدينة بسور داخلي وسور خارجي يسكن بينهم الجنود والحرس وكان السور الخارجي يحتوي على الأبراج وله ستة أبواب، بالإضافة إلى أنه قام بحفر خندق بها لحماية البلاد من أي هجمات خارجية.
  • تكلف بناء تلك المدينة حوالي  43 مليون درهم، وأصبحت تلك المدينة هي الدرع الأموي في العراق والمركز الإداري لها وذلك حتى قدوم الدولة العباسية وبناء العاصمة البغدادية في عام 145 هجريا.

مدينة الرَّملة في فلسطين

  • في عهد الخليفة الأموي  الوليد بن عبد الملك الذي قام بتولية أخيه  سليمان بن عبد الملك ولاية فلسطين، ومن ثم قام بتأسيس مدينة الرملة في عام 96 هجرياً.
  • وكن أول بناء له في البلاد هو قصره وقام بحفر الآبار لتوفير المياه للناس وهذا ما جعل الناس يجتمعون على حبه، بالإضافة إلى أنه وضع مخطط لبناء مسجد في هذه لمدينة، وهو المسجد الذي بني في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز. 

مدينة الرصافة في سوريا 

  • تم إنشاء مدينة الرصافة في سوريا في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك حتى تصبح مقر لخلافته، وقد وقع الاختيار على تلك المدينة لأنها قريبة من نهر الفرات وذات تربة خصبة.
  • بدأ الخليفة في بنائها في عام 105 هجري وانتهى منها عام 125 هجري، وفي تلك الفترة انتشر الطاعون في البلاد، وأصبحت الرصافة ملجأ يهرب إليه الناس من الطاعون.

مدينة حلوان في مصر

  • تم بناء مدينة حلوان في مصر في عهد الوالي عبد العزيز بن مروان، وكان ذلك في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وأصبحت مقراً للخلافة في ذلك الوقت أثناء فترة توليه حكم مصر.
  • وقال الكندي عن مدينة حلوان: “ووقع الطاعون بمصر الفسطاط في سنة 70هـ فخرج عبد العزيز منها إلى الشرقية مُتَبَدِّيًا، فنزل حلْوان فأعجبته، فاتخذها وسكنها، وجعل بها الحرس والأعوان والشرط، وبنى عبد العزيز بحلوان الدور والمساجد وغيرها، أحسن عمارة وأحكمها، وغرس كرمها ونخلها”.
  • بعد انتهاء فترة تولى عبد العزيز بن مروان للولاية عادت مدينة الفسطاط مرة أخرى حتى تصبح مقراُ لحكم البلاد.

كانت هذه ابرز المعلومات حول موضوع من المدن التي أنشأها الأمويون مقدمة لحضراتكم من موقع مشروع المعرفة .

تابع مشروع المعرفة على تليجرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *