كل ما تحتاج إلى معرفته عن صيغة الصور WebP

ثمة أنواع كثيرة لكل ملف تعرضه على الكمبيوتر، سواءً كان فيديو أو ملف نصي أو صوتي، أو حتى صورة. ولعلك تعرضت إلى أنواع ملفات الصور بالأخص في السابق، فهي متعددة الأنواع وكل نوع يخدم غرض معين، فإذا أردت صورة بجودة أعلى ستختار صيغة PNG، وإذا لم تهتم كثيرًا بجودة التفاصيل بقدر اهتمامك بحجم الصورة ستذهب لصيغة JPEG. بشكل عام، كل صيغة تتمتع بخصائص تميزها عن الأخرى ليختار المستخدم في النهاية الصيغة التي توفر المعايير المطلوبة. ولكن بعيدًا عن كل صيغ الصور المعروفة، تعُد WebP الصياغة الأكثر إثارة للجدل! فبالتأكيد صادفت في مرة صورة بهذه الصيغة وانزعجت لأن جهازك لم يتعرف عليها ولم تقدر على فتح الصورة في مُستعرض الصور الافتراضي؛ فما هي هذه الصيغة ولماذا يستخدمها المطورون وأصحاب المواقع بدلًا من PNG أو JPEG ؟ دعنا نوضح الإجابة عبر السطور التالية.

ببساطة، WebP هو معيار لضغط الصور المستخدمة على مواقع الإنترنت، تم تطويره بواسطة جوجل، والهدف منه هو توفير المساحة التي تشغلها ملفات الصور على صفحات الإنترنت، دون المساس بالجودة، وبالتالي يتم تحميل صفحات الويب بشكل أسرع مع استهلاك بيانات أقل من سعة الاستخدام (الباندويث) الأمر الذي يجعل تصفح الإنترنت عمومًا أسرع وأخفَّ مع الإبقاء على الصور بجودتها المطلوبة كأولوية قصوى. بالطبع تحقيق ذلك ليس بالأمر السهل، لذا تم اعتماد خوارزمية تُسمى Lossless Predictive Coding أو تقنية المعالجة التنبؤية، وهي نفسها المستخدمة في صيغة VP8 لضغط الفيديو من شركة جوجل.

تُفسر جوجل آلية عمل تقنيات ضغط الصور التي تستند إليها صيغة WebP ولكن بشكل مختصر، عند معالجة الصورة وحفظها بصيغة WebP يتم البدء بمعالجة البكسلات المتشابهة في قوالب متجاورة، ويتم تحديد البكسلات المتشابهة بناءً على معالجات تسبق هذه العملية. بعد ذلك، يقوم المعالج بمحاولة ملء الفراغات من البكسلات المختلفة، وتلك هي التي تستهلك مساحة زائدة فعلية من حجم الصورة، فالبكسلات المتشابهة ما هي إلا بكسلات متكررة يتم معالجتها مرة واحدة في البداية ثم نسخها حسب الكمية المطلوبة في الصورة. عندها، تكون المعالجة الفعلية تمت للبكسلات المختلفة فقط، وتلك هي التي تستهلك من مساحة صفحة الويب.

هي تقنية عبقرية بالتأكيد، أن تحدد البكسلات المتشابهة ثم تقوم بنسخ أحدها دون معالجة كل منها على حدة، ذلك يوفر الكثير من وقت المعالجة والمساحة المشغولة في الصورة، ويتم توفير أكثر ذلك الوقت للبكسلات المختلفة، وبالتالي تحصل على صورة ذات جودة أقرب بنسبة كبيرة إلى الجودة الأصلية، ففي النهاية لم تحدث عمليات ضغط صريحة. وحتى تستوعب الاختلاف، فإن حجم صور WebP يكون أصغر نتيجة عملية نسخ ولصق البكسلات المتشابهة، بحوالي 26% من صور PNG أو 34% من صور JPEG من نفس الجودة، وذلك وفقًا لمقياس SSIM للتنبؤ بالجودة. كما تدعم صيغة WebP ميزة الشفافية التي لطالما تميزت بها صيغة PNG، بل وتكون صور WebP الشفافة أصغر 3 أضعاف من PNG، بالإضافة إلى دعم الصور المتحركة لتكون بديل فعلي أمام صياغة GIF.