من هو بنيامين نتنياهو؟ نظرة على حياته السياسية والعسكرية

في قلب المشهد السياسي الإسرائيلي، تبرز شخصية بنيامين نتنياهو، المعروف بلقب “بيبي”، كأحد أبرز القادة الذين تركوا بصمة عميقة على تاريخ الدولة العبرية الحديث. لم يكن صعوده إلى سدة الحكم مجرد حدث عابر، بل هو نتاج مسيرة حافلة بالتحولات السياسية والعسكرية، جعلته محط أنظار العالم ومصدرًا دائمًا لـ أخبار نتنياهو المتداولة.
تتسم مسيرة نتنياهو بقدر كبير من الجدل والتأثير، حيث ارتبط اسمه ارتباطًا وثيقًا بالعديد من القرارات المصيرية التي شكلت وجه أخبار إسرائيل على الصعيدين الداخلي والخارجي. ومع استمرار التوترات الإقليمية، لا سيما في ظل آخر أخبار حرب إيران وإسرائيل، يظل دوره محوريًا في تحديد مسارات الصراع والتحالفات في الشرق الأوسط، مما يجعله شخصية لا يمكن تجاهلها عند تحليل ديناميكيات المنطقة.
النشأة والتعليم والخدمة العسكرية
وُلد بنيامين نتنياهو في 21 أكتوبر 1949 في تل أبيب، ونشأ بين تل أبيب والقدس. انتقل مع عائلته إلى الولايات المتحدة عام 1963، حيث تلقى تعليمه الثانوي في فيلادلفيا. عاد إلى إسرائيل عام 1967 لينضم إلى الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، وخدم لمدة خمس سنوات في وحدة الاستطلاع التابعة لهيئة الأركان العامة “سايرت ماتكال”، وهي إحدى أبرز وحدات المهام الخاصة في الجيش الإسرائيلي، حيث أصبح ضابطًا برتبة نقيب. شارك في عدة مهام عسكرية، بما في ذلك الهجوم على مطار بيروت الدولي عام 1968.
بعد تسريحه من الخدمة العسكرية عام 1972، عاد نتنياهو إلى الولايات المتحدة لمتابعة تعليمه العالي. درس الهندسة المعمارية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وحصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية عام 1975، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية سلوان للإدارة التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 1976. كما تابع دراساته العليا في العلوم السياسية بجامعة هارفارد، لكنه توقف عن الدراسة بسبب وفاة شقيقه يوناتان في عملية عنتيبي عام 1976.
مسيرته السياسية والقضاء على الأمل الفلسطيني
تحوّل نتنياهو إلى سياسة فعلية عام 1988 حيث نال مقعدًا في الكنيست، وتولّى رئاسة حزب الليكود عام 1993، ثم أصبح رئيسًا للوزراء ثلاث مرات: 1996–1999، 2009–2021، وعاد للحكم في 2022. وقد مشّ دوره السياسي سياسات صارمة رفض فيها مرارًا إقامة دولة فلسطينية، رافضًا أي تنازل أو حلّ قائم على الأرض، ورافضًا نهج الدولة الفلسطينية ذو السيادة .
خلال القتال سابقًا في غزة، صدرت موافقات على عمليات عسكرية أودت بحياة آلاف المدنيين الفلسطينيين. ومن أبرزها النفي الصريح لوجود أوامر لإطلاق النار على فلسطينيين عند محاولتهم بلوغ مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، رغم ظهور تقارير تعزز روايات الضحايا . أدى ذلك إلى موجة غضب دولية حول طبيعة الحماية التي يرفضها، ويترتب على ذلك جرح كبير للشرعية الإسرائيلية.
الاستراتيجية الخارجية والتحالف مع ترامب
في عز حكمه، تبنّى خطاب “أمريكا أولًا”، ونفّذ انسحابًا من الاتفاق النووي الإيراني — خطوة دفعت إيران نحو تسريع تخصيب اليورانيوم. وعلى المستوى الشخصي، كرس تعاونًا وثيقًا مع ترامب، الذي حاول بشدة دعمه واعتبر اتهامات الفساد ضده “حملة مغرضة” .
ومع تصاعد المواجهة مع إيران، توجّه نتنياهو بتنفيذ ضربات استخباراتية وجوية ضد منشآت نووية إيرانية، ساعيًا لتشويه صورة الموازنات الخطيرة في الشرق الأوسط .
انتفاضة فلسطينية وتحولات سياسية داخلية
تقييمه كممسك بالسلطة تزعزع داخليًا، ويبرزه استطلاع Pew بأنه يُعدّ شخصية مثيرة للانقسام عالميًا، فقد خسر ثقة الجمهور العالمي رغم قاعدته في إسرائيل . ولا يغيب عن المشهد العدد المستمر من تحقيقات الفساد التي يواجهها، وقد أشعلت ضغوطًا داخلية كبيرة ضد سياسته في غزة واحتلال الأراضي الفلسطينية.
في الوقت ذاته، دعت مؤسسات حقوقية إلى تحقيق دولي في سياساته، للاستعداد لتسويتها كجرائم إنسانية، في ظل تجاهله المتكرر لمطالب شعب فلسطين بالحقوق الأساسية.
خاتمة: نتنياهو وقسوة المحنة الفلسطينية
يبقى بينيامين نتنياهو، الرجل الذي تحوّلت القوة العسكرية والإرهاب الرسمي جزءًا من أدوات سياسته، رمزًا لرفض الدولة الفلسطينية وبقاء الاحتلال. مع تصاعد المواجهة مع إيران وتحركات ترامب المؤيدة له، تتجلى أهمية العالم في حماية الضمائر الدولية من الانجراف نحو التطرف الصهيوني، وتعزيز هيئة دولية حامية للفلسطينيين ومنقذة لخيار السلام العادل.